التليفزيونات ثلاثية الأبعاد أو ما يعرف بالأنجليزية 3D Televisions هى حديث العصر , والكثير منا قد شاهد فيلم أفاتار Avatar فى السينما بالتقنية ثلاثية الأبعاد المجسمة وخرج مذهول من روعة ومدى واقعية المشاهد.
هذه الأعجاب بالعالم المجسم ثلاثى الأبعاد دفع الكثير من الشركات العالمية مثل سونى و ال جى وغيرهم إلى محاولة الأستفادة من هذا الأستقبال الحميم للأفلام ثلاثية الأبعاد و محاولة نقل التجربة إلى منزل المستهلكين عن طريق إنتاج تلفزيونات ثلاثية الأبعاد و التى أصبح العديد منها بالفعل متوفر فى الأسواق العالمية والعربية و بأسعار ليست بالباهظة جدا ” فى المتوسط من 10000 جنيه مصرى إلى 20000 جنيه مصرى أو أكثر ” .
ولاكن عندما تريد أن تشترى تليفزيون ثلاثى الأبعاد 3D لابد أن تعلم أن هنا العديد من العوامل التى سوف تؤثر على قرار شراء لهذا الجهاز أو لا فالتلفزيونات ثلاثية الأبعاد لا تعمل منفردة ولاكن هناك العديد من العوامل الأخرى بالأضافة إلى الجهاز نفسه والتى سوف نناقشها فى هذا الموضوع بالتفصيل.
1- النظارات (Active Shutter Glasses )
جميع التلفزيونات ثلاثية الأبعاد فى الوقت الحالى تحتاج إلى نظارات تعمل بالبطارية وتلبس على العين أثناء مشاهدة التلفزيون ثلاثى الأبعاد لكى تستطيع رؤية الصور المجسمة وهى تختلف عن النظارات البلاستيكة الرخيصة التى تلبس فى السينما, عدسات هذه النظارات تستخدم الكريستال السائل والذى يتحول إلى اللون الأسود “لكى يحجب الرؤية و هو ما يسمى بالأغلاق أو Shutter” بالتبادل بين العدسة اليمنى و اليسرى للنظارة و بسرعة 120 مرة فى الثانية مستجيبة إلى أشارات من الأشعة تحت الحمراء التى تستقبلها النظارة من التلفزيون المجسم , وفى الوقت نفسه تقوم شاشة التلفزيون الثلاثى الأبعاد ببث المحتوى الثلاثى الأبعاد بسرعة 240 إطار فى الثانية , هذه المبادلة فى الرؤية بين العين اليمنى واليسرى وبسرعة عالية يصنع إختلاف طفيف فى زاوية الرؤية و هو ما يجعل الصور تبدو وكأنها مجسمة .
ولاكن البعض أدعى أن هذا الأغلاق والفتح “shuttering” يسبب الغيثان و الدوار و هو أحدى عيوب المشاهدة بالتقنية ثلاثية الأبعاد ولاكن لايحدث هذا الغثيان مع الجميع كما أنه مع التعود قد ينسى المشاهد هذا الشعور .
وعلى الرغم من أنك لا تستطيع مشاهدة التلفزيونات ثلاثية الأبعاد بدون النظارات على الأقل فى الوقت الحالى ولاكن فى الواقع ليست جميع الأجهزة تأتى معها هذه النظارات و التى قد تكلفك الواحدة منها فى ما يزيد عن 600 جنيه مصرى مضروب فى عدد أفراد العائلة و ستحصل على التكلفة النهائية و هو مبلغ كبير من المال كما أن النظارات الخاصة بتلفزيون مجسم من مصنع مختلف مثلا مثل سونى قد لا تعمل مع على تلفزيون مجسم من ماركة أل جى وهو ماحدث بالفعل وأنتهى برؤية مزدوجة بدلا من رؤية مجسمة .
2-شاشة التلفزيون المجسم الثلاثى الأبعاد 3D
لك أن تعرف أن تقنية ال 3D مبنية على الخداع البصرى و الإيحاء فالصور بالفعل لا تكون مجسمة ولاكن مصممة و بمساعدة الشاشات ثلاثية الأبعاد و النظارات لكى تعطى لنا هذا الشعور , ولكى تستطيع الأندماج فعلا فى هذا الخداع البصرى لابد أن تكون الشاشة كبيرة الحجم فكلما كانت شاشة التلفزيون ثلاثى الأبعاد أكبر كلما كان أفضل وكانت المتعة أكبر , وذلك لأن حدود الشاشة تقطع هذا الخداع البصرى “الشعور بأن الصور مجسمة” حيث يمكنك الشعور بأغلاق العدسات وفتحها خارج حدود الشاشة, وهذا هو ما دفع منتجى التلفزيون ثلاثية الأبعاد إلى أنتاجها بأحجام كبيرة فقط 40 بوصة أو أكبر وهو ما يؤدى إلى دفع مبلغ أكبر من المال .
بعض التلفازات الأقل سعرا تأتى وقد كتب عليها عبارة 3D Ready وتعنى مجهزة للمحتوى ثلاثى الأبعاد و لاكنها تباع بدون النظارات حيث يمكنك شراء النظارات منفصلة .
كما أن بعض التلفازات تأتى وقد كتب عليها عبارة 2D-to-3D conversion أى تحويل المحتوى الثنائى الأبعاد إلى ثلاثى أبعاد حيث أنها تحتوى على معالج يقوم بمعالجة و تحويل بث الفيديو العادى إلى مجسم ولاكن البعض أدعى أن النتائج ليست مثل ماهو متوقع ولذلك لابد من تجربتها قبل الشراء.
3-التوصيلات ومدى توافق الأجهزة
عند شرائك لتلفاز من الونع الثلاثتى الأبعاد لك أن تعلم أنه ليست جميع أجهزة العرض تدعم هذا النوع من التلفازات لأنك سوف تحتاج إلى أجهزة عرض بلوراى Blue-ray players مجهزة بنوع حديث من كابلات عرض الفيديو عالى الجودة HDMI 1.4 و حيث أن النوع المنتشر حاليا وهو النوع القديم HDMI 1.3 وهذا النوع من الأجهزة الهاردوير و السوفت وير الخاص بها غير مجهز للتقنيات الفيديو ثلاثى الأبعاد , لذلك عند شرائك لجهاز عرض بلوراى لتلفزيون المجسم لابد أن تتأكد من أنه مجهز بالنوع الحديث من كابلات HDMI 1.4.
ملحوظة هامة: بالرغم من أن أجهزة العرض القديمة لاتعمل على التلفزيونات المجسمة ثلاثية الأبعاد ولاكن الكابلات القديمة HDMI 1.3 تعمل حيث أنها تكون منفصل عن الجهاز فيمكنك أستخدام كابلك القديم حيث أنها تعمل بكفاءة لنقل الصورة 3D ولاكن لنقل الصوت سوف تحتاج إلى استخدام كابل محورى منفصل لنقل الصوت, وبذلك لاتحتاج إلى شراء كابل HDMI 3D Ready جديد .
4-مادة العرض ( بث الفيديو الذى سيتم عرض).
المشكلة الأخيرة التى قد تواجهك فى الوقت الحالى عن شرائك لتلفاز 3D هو عدم توافر المحتوى المعد خصيصا لهذا النوع من التلفازات فعدد الأفلام التى جهزة بالتقنية ثلاثية الأبعاد ربما يعد على الأصابع حتى الأن نذك
ر منها :- Avatar , Alice In Wonderland, Step Up 3D ……. قائمة بعدد من الأفلام ال3D التى صدرت فى هذا الموضوع
وبالطبع بالنسبة للمحتوى العربى من الأفلام ثلاثية الأبعاد فهو صفر حيث أننا بالكاد دخلنا عالم HD من وقت قريب فلا يوجد أى محتوى عربى حتى تاريخ كتابت هذا الموضوع يستخدم تقنيات ال3D.
وبالنسبة لقنوات البث التلفزيونى فالعدد مازال ضئيل فعدد قليل من القنوات بدء بالفعل بث قنوات بتقنيات ال3D مثل قناة ESPN 3D الرياضية الأمريكية أو أعلن عن خطته لتقديم هذه الخدمة فى الوقت القريب.
أما الأفضلية هنا فتكون للألعاب حيث أن الألعاب يتم تصميمها عادة فى بيئة ثلاثية الأبعاد وخلال الأختبارات وجد أن صور الألعاب على شاشات العرض ثلاثية الأبعاد تبدو فى غاية الروعة فمثلا البلاى أستيشن 3 يستطيع عرض الألعاب ثلاثية الأبعاد على التلفازات ال 3D و بصورة غاية فى الواقعية , و أيضا كروت الجرافيكس الحديثة من نفيديا أو أيه تى أى تدعم البيئة ثلاثية الأبعاد حيث يمكنك و بأستخدام كابلات ال HDMI التمتع بالألعاب أو اللأفلام الثلاثية الأبعاد من على جهاز الكمبيوتر الخاص بك إلى شاشة تلفازك.
فى النهاية قد يبدو الوضع قليلا غير مشجع فى الوقت الحالى إلا إذا كنت من محبى التقنية الحديثة ولا تطيق الأنتظار دون تجربة الجديد منها ولاكن هذا هو الحال مع أى تقنية حديثة حيث أنه بمرو الوقت تزول كل هذه العيوب البسيطة واحدة بعد الأخر , وأنا أتوقع وأنه فى خلال السنوات القادمة سوف تنتشر تكنولوجيا ال3D بالشكل الذى يجعل عدم شراء تلفزيون ثلاثى الأبعاد فى جهاز العروسة جريمة شنيعة تعاقب عليها من قبل حماتها 🙂